بقلم "دينا ابو سينان "غريب أمر الإعلام المصري الذي راح يهاجم قصة الباخرة بيلا بلا هوادة وكان بينهم والجسر العربي ثأرا وحان وقت الانتقام والمتتبع لما قام به الإعلام المصري في أكثر من وسيلة إعلام تراوحت بين الموالاة والمعارضة وبين الصحف الهزيلة والجادة يصاب بالغثيان لان اغلب هذه الصحف ووسائل الإعلام نأت بنفسها عن الحقيقة وحاولت النبش في أمور جانبية كلها تصب تجاه جلد الجسر العربي وجلد الموقف الرسمي الأردني الذي لولا أجهزته التي هرعت فورا إلى مكان الحادث لمات طاقم السفينة مع ركابها غرقا في البحر الأحمر كما مات ركاب باخرة "السلام " الشهيرة في عمق البحر الأحمر وما زال صاحب تلك الباخرة هاربا من وجه العدالة متنقلا بين الدول الأوروبية تطارده أرواح الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم من فقراء مصر . عربدة مصرية كثيرة تناقلتها وسائل إعلامهم دون خجل منها أن ميناء العقبة هو المسؤول عن حريق الباخرة بيلا ومنها أن الأجهزة المصرية هي التي أنقذت الركاب من الغرق مع أن كافة الشهود يؤكدون أن ما وصل إلى موقع الباخرة المنكوبة كان زورق بحري مصري سعته راكبان وزورق آخر أنقذ 27 راكبا ووصل هذان الزورقان بعد وقت طويل من وصول نشامى القوة البحرية الملكية الأردنية الذين كان لهم فضل الإنقاذ المبكر وطواقم الجسر العربي الذين قاموا بعملية معقدة في البحر اثبتوا خلالها مقدار جاهزيتهم العالية في الإنقاذ . اليوم منعت مصر الباخرة عمان التي تعمل على خط ضبا سفاجة من الإبحار إلى العقبة للمساهمة في نقل الركاب المصريين من الجانب الأردني ومنع وقوع ازدحام خاصة وان الخط يشهد حركة نشطة من ضمنها عودة الحجاج المصريين عبر العقبة نويبع علما أن هذه الباخرة دخلت الخدمة العام الماضي ودشنت بحضور وزراء النقل الثلاث في الدول المساهمة في الجسر مصر والعراق والأردن وهي من الناحية الفنية جاهزة تماما لكن ثمة من يريد أن يعرقل عمل الجسر من الجانب المصري لسبب غير معروف حتى اللحظة . لم يعرف بعد سبب الهجوم الذي تشنه وسائل إعلام مصرية على الجسر العربي وهو في النتيجة يصب تجاه طعن هذه الشركة القومية في الظهر خاصة وان لجان التحقيق في الحريق ما زالت لم تكمل عملها وأي خبر من شأنه أن يضر بالتحقيق ويحمل الجسر ما لا تحتمل فهل مصلحة مصر مثلا أن تنسل شركة التامين انسلال الشعرة من العجين من موضوع التامين لتتحمل الجسر كامل التعويضات وهل مصلحة إعلام مصر تكمن في ذلك أم أن هناك من يسعى لنقل مقر الشركة من العقبة إلى مصر لتخسر الأردن شركة وطنية ذات بعد تنموي هام في العقبة والاقتصاد الوطني الأردني . كنا نقول وما زلنا أن وجود الجسر العربي في العقبة مصلحة وطنية كما أن سجل هذه الشركة ما زال ناصعا منذ دخلت عالم البحار قبل ربع قرن لذا من المعيب أن ينبري من إعلامي مصر من يطعن في الشركة التي تمتلك مصر ثلثها وتشغل من أبناء مصر الكثير وتدر أيضا على مصر الكثير كما هي على الأردن والعراق وندعو زملاءنا في مصر إلى الكف عن طعن الذات فهناك الكثير الذي ينبغي عمله الآن وعلى الإعلام أن يكون صادقا مع نفسه أولا وان لا يكذب الكذبة ويصدقها ويروج لها .