إقرأ ايضاً

الاكثر قراءة
|
-
كتاب الموقع
-
مستجدات المشهد الأردني: الحراك الشاب ومؤسسة النظام وجها لوجه هذه المرة شباب الأخوان واليسار يتمردون على المشايخ والرفاق وإنفلات تنظيمي بالشارع بسام البدارين
|
مستجدات المشهد الأردني: الحراك الشاب ومؤسسة النظام وجها لوجه هذه المرة شباب الأخوان واليسار يتمردون على المشايخ والرفاق وإنفلات تنظيمي بالشارع بسام البدارين |
| عمان تايمز -
Wednesday 06-06-2012 06:01 |
|
|
مستجدات المشهد الأردني: الحراك الشاب ومؤسسة النظام وجها لوجه هذه المرة شباب الأخوان واليسار يتمردون على المشايخ والرفاق وإنفلات تنظيمي بالشارع
بسام البدارين
2012-06-05
|
عمان تايمز"ـ 'القدس العربي': لا تبدو الخيارات سهلة لكنها تميل إلى الغموض ولم تعد معقدة جدا عندما يتعلق الأمر بخيارات النظام السياسي الأردني تجاه الحراك الشعبي وخيارات الحراك بالمقابل تجاه النظام ومؤسساته ورموزه.
ويمكن ببساطة ملاحظة كيف يرفع الحراكيون الشباب سقفهم في العاصمة عمان وبعض المحافظات وبصفة يومية فالسيطرة على إيقاع نشطاء المتقاعدين إنتهت بظهور حالات 'تمرد' غير مألوفة في صفوف بعض شباب العشائر بدأت تقلق السلطات مجددا.
والتخلص من 'صداع المعلمين' بالسماح لهم بتأسيس نقابة إنتهى بنشاط غير معهود على فيسبوك تحديدا يرفع سقف النقد ويتجاوز كل قواعد اللعبة وخطوطها الحمراء فيما بدأت الأوساط الإعلامية تستقبل يوميا منتجات 'فولكلورية وتراثية' على شكل أناشيد أو مسرحيات أو مقاطع حوارية تمثيلية تساهم هي الأخرى في حملة تثقب الأسقف وتتحدث في المسكوت عنه.
مثال على ذلك مسرحية لا شرقية ولا غربية التي يحرص الوزراء والسياسيون على حضورها بإعتبارها آخر تعبيرات الكوميديا السياسية المسرحية في عمان العاصمة ومحور العرض حديث متواصل عن الفاسدين والحرامية في المواقع العليا.
بنفس الوقت إنتهى إطفاء بعض الحرائق التي أشعلها بعض رموز الإنتهازية السياسية والسعي بالتوازي لتجاهل الأخوان المسلمين بأن إقترب الإسلاميون من غرفة كانت 'محرمة' تماما عندما ألمحوا لإنهم يستطيعون إنتاج انماط من الحراك السياسي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.
على الأرض الطرفان اليوم في مأزق.. الحراك والنظام وكل منهما يحاول تجنب الإصطدام في الأخر أما الأجندة الإقتصادية الضاغطة بشدة على أعصاب المجتمع والدولة والسلطة والناس فتشكل إختبارا قد يكون الأكثر قسوة خصوصا في الأيام المقبلة خصوصا في ظل أجواء الإستنزاف خلف الكواليس.
بالنسبة لقوى الحراك لم يحقق التواجد في الشارع بعد عام ونصف الكثير من المنجزات السياسية والإصلاحية على الأرض لكنه لم يكن حراكا 'مكلفا' في الواقع ينطوي على صدام وتضحيات كما قال الناشط الحراكي جمال طاهات في أحد الإجتماعات التنسيقية.
بنفس الوقت يعترف حراكيون بارزون من بينهم موسى برهومه وطاهات وغيرهما بان الحراك لم ينظم نفسه بصورة جسد محدد وواضح بعد لكنه يفعل ذلك فقد لاحظ طاهات على هامش نقاش جمعه بالقدس العربي بان الحراك أصبح فكرة متحركة بين الناس والمحافظات ولم يعد مجرد حالة سياسية عابرة كما إعتقد كثيرون في أوساط القرار الأمني والبيروقراطي.
عمليا لا يوجد أدلة مباشرة على ذلك وإن كان يتحدث عن صعوبة وإلى حد ما إستحالة الرجوع للصياغات القديمة في العلاقة بين الناس ومؤسسة الحكم.. عند التفاصيل ينزلق الحديث على إلى منحنيات حرجة وعميقة فتصور نشطاء بارزون اليوم من بينهم ليث الشبيلات بأن الشعب الأردني تحرك ويقول ضمنيا بأنه لم يعد يقبل بتمثيله سياسيا عبر الطبقة التي تحكم مسار الأمور في أجهزة الدولة.
يعترف طاهات بأن هذا قد يكون التحول الأهم في سعي الأردنيين نحو الديمقراطية والتحرر من قواعد اللعبة كما كانت في الماضي لكنه يخشى ضمنيا العواقب وإستحقاقات العناد الناتجة عن مقاومة كلاسيكية تدفع النظام لها مراكز النفوذ المحافظة.
وعمليا الإشكال الأهم أمام الحراك اليوم أنه بلا قيادة ولا جسم مؤسسي.. يتصور رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات بأن عدة أسباب تقف وراء ذلك بينها الإسلاميون فيما يرى المراقب والباحث السياسي خالد علي بأن تيار الأخوان المسلمين يتعامل مع الحراك بالقطعة.. لا يريد قيادته للحظة حاسمة مع الدولة ولا يريد تركه يقود نفسه.
لكن مظاهر الحراك العلنية التي تقلصت مؤخرا تذهب بإتجاه الإحتقان ولا تختفي وفقا لرأي عضو لجنة الحوار الوطني مبارك أبو يامين أما الملاحظة العامة فتقول بأن الحراك يتصلب ويتمنهج ببطء لكن بعمق وينتقل بين الأردنيين بنعومة خصوصا مع تراكم أخطاء مؤسسات القرار البيروقراطي ومع إنعاش الحراكات أولا بإختيار الوزارة الجديدة وطاقمها ,وثانيا بالإستعصاء الإصلاحي ثم رفع الأسعار.
عمليا لم يستنفذ الحراك خياراته بعد فثمة حراس يسهرون عليه وتيار الأخوان المسلمين قد يمنحه الزخم المطلوب في أي وقت والحكومة تبدو متعثرة تماما مع البرلمان في صياغة قانون إنتخاب جديد يحتوي ولو جزء من الجدل الإصلاحي. الأهم هو الظاهرة التي بدأت تتشكل مؤخرا فالحراكيون الشباب أسقطوا حسابات 'الخوف' وتجاهلوا وفي عدة مناسبات توجيهات وإرشادات كبار السن وبدأوا بصياغة معادلاتهم التي تخترق كل الخطوط الحمراء في الهتافات اليوم.
يقول طاهات: في بداية الحراك كان الشباب يسمعون كلامنا ويسترشدون به نحن الآباء في العمل ا لسياسي لكن اليوم تغيرت المعطيات فهم يقاومون أرائنا ولا ينتظرونها أصلا.. لذلك أعتقد أن المواجهة هي بين مفاصل الإستعصاء في جهاز الدولة وبين جيل شاب يرى نفسه جديرا بالمواجهة على قياسات الربيع العربي.
الشيخ عبد اللطيف عربيات احد قدامى الأخوان المسلمين له تجربة مماثلة فقد رفض القطاع الأخواني الشاب ثلاث مرات على الأقل الإمتثال لأوامر القيادة وتصرف بالميدان كما يريد ..واحدة من هذه المرات المؤثرة كانت عندما قرر شباب الأخوان التحرك وسط العاصمة على هامش مسيرة حاشدة بصورة منظمة مع مشية عسكرية معصوبي الرأس.
وليس اليساريون بأفضل حال فطبقة كاملة من اليساريين الشباب الجدد تظهر في كل تفاصيل الحراك والمشهد السياسي وهؤلاء يصدرون البيانات وينطمون الفعاليات بدون الرجوع لإيقاع الرفاق الآباء.
بالمقابل إستنفد النظام غالبية الأوراق على أمل الإحتواء وإستهلكها عندما شكلت عمليا خمس حكومات في عام ونصف خلال التعاطي مع فعاليات الحراك بقيادة معروف البخيت وسمير الرفاعي وعون الخصاونة وأخيرا فايز الطراونه وهم رؤساء يواجهون اليوم مشكلات إما داخل النظام أو مع الشارع بإستثناء الخصاونة الذي خرج بأقل الخسائر.
الحراك والنظام وجها لوجه وجبهة واحدة اليوم تحمل مفاتيح اللعبة وبيدها الحلول كما يلمح عبيدات في أغلب مجالساته هي نفسها الجبهة التي يخاطبها الحراكيون والمواطنون كملاذ للخروج من الأزمة وحالة الإستعصاء.. قالها الكاتب فهد الخيطان يوما إنها جبهة القصر الملكي.
|
|
|
|
|