كم أحببتك يا أمي
عمان تايمز - Wednesday 21-03-2012 07:10
  بقلم دينا ابو سينان إذا كان النّاس يناجون حاضرا ليأنسوا به ، أو غائبا يرجون عودته ، فانّي أناجي غائبا لا يعود ،فهو بين يدي رب كريم رحيم وسعت رحمته كل

شيء . ومع ذلك فاني يا أمي ما شعرت يوما إلا بقربي منك ، التصاق طفل بثديي أمّه ، أو طفل يتمرّغ في حضن أمه ، أو صبي يحتمي بظلّها أو بطرف ثوبها تحميه من حرارة الشمس وتمنعه لفحها ، أو شاب يضع رأسه على صدرك ليرتاح من هموم الدنيا ونكدها ولتعبثي بشعر رأسه . فمن حنانك كنت استمد المشاعر الدافئة . ومن قوتك كنت استمد طاقة على مواجهة الصعاب . واتسامتك وطيبتك كانت تفتح لي أبوابا من الأمل وبلسما يداوي جراحاتي وأحزاني .لقد كانت أعز أمانيك أن يكبر الأبناء ويكونوا أسرا وتحملي أبناءهم ، وقد شاء الله أن يتحقق جزء من الحلم وآلمني أن لا أكون من هؤلاء .  وكم اشتاق إليك وكم أفتقد دعواتك ونصائحك ، فأنت الوحيدة التي تمنحين كل شيء دون انتظار المقابل ، وتنصحين وتكون نصائحك مبرّأة من الهوى . افتقدتك يا حبيبتي في مواقف كنت أحب أن تكوني إلى جانبي ، عندما رُزقت بأول طفل ، وعند دخوله المدرسة ، وفي آخر كل عام حين كان يعود حاملا شهادته ، كانت تعود بي الذاكرة عندما كنت في مثل سنّه وأعود معي شهادتي كنت أحس الفرحة في قلبك وعينيك قبل وجهك . إنني أتحسر على كل وقت مر دون أن أكون في خدمتك وتحت قدميك وبغيابك حُرمت بابا إلى الجنّة ، أبناءي يدعون لك وأنا التزم أمر الله بقوله وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا . أسأل الله أن يحفظ ويبارك في أمهاتنا الأحياء ويغفر ويرحم أمهاتنا في جوار أكرم وأرحم جار . فإليك يا أمي والى كل أم في هذا اليوم وفي كل يوم المحبة والتقدير والشوق وخالص الدعاء .

[ الموقع لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة فيه. وإنما هي وجهات نظر أصحابها، ونحن نقوم بنشرها إيماناً منا بحرية الرأي وفتح نافذة للنقد البناء وتبادل الأراء.. ومن حق الزائر الكريم أن ينقل عن موقعنا ما يريد على أن يشير برابط الى موقعنا. ]

موقع إنترنت: www.poddcastnews.com - بريد إلكتروني : info@poddcastnews.com