إقرأ ايضاً

الاكثر قراءة
|
-
السلايد
-
الخزاعي: العلاقة بين الأردن والعراق علامة مضيئة
|
الخزاعي: العلاقة بين الأردن والعراق علامة مضيئة |
| عمان تايمز -
Thursday 03-11-2011 04:59 |
|
قال نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي إن "العلاقة بين الأردن والعراق، تعتبر نموذجا ايجابيا في العلاقات العراقية العربية"، واصفا إياها بـ "علامة مضيئة نأمل بان تعمم مع كل الدول العربية".
ورفض الخزاعي التشكيك بقدرة القوى الأمنية العراقية في السيطرة على الوضع الامني في العراق مع انسحاب قوات الاحتلال الاميركية نهاية العام الحالي.
وبين في حوار خص به الـ"الغد" بحضور السفير العراقي في عمان جواد عباس، أن "الوضع العراقي ميال للتحسن أمنيا بعد انسحاب القوات الأجنبية. لدينا ثقة بشعبنا وقواتنا الأمنية".
وأضاف الخزاعي الذي غادر عمان أمس متوجها الى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، انه "لن يبقى هناك مبرر للذين يريدون الأذى والعنف، وسينتهي بهم المطاف لمواجهة الشارع العراقي وليس الحكومة".
وفيما يتعلق بالاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة، اوضح أنها لن تمدد ولن تؤجل، وهذا ما اتفق عليه الجانبان العراقي والاميركي، وسيحتفل العراقيون في 31 كانون الاول (ديسمبر) المقبل بيوم الجلاء، آملا مشاركة الشعب العربي للعراقيين بهذه الفرحة.
وحول رفض رئيس الوزراء نوري المالكي طلب محافظة صلاح الدين بتحويلها لإقليم فدرالي، قال الخزاعي إن "الفدرالية حق دستوري كفله الدستور ولا أحد يستطيع ان يرفض هذا المطلب".
وأضاف "لكن مشكلتنا أننا بحاجة لقدر من النضج السياسي والاجتماعي، تحتاجه المجتمعات في هذه المحافظات، فنحن الآن في مرحلة انتقالية"، مشددا على ضرورة "ان لا تكون الحكومات المحلية على أساس إثني ولا طائفي ولا عرقي، ولا نتيجة لانفعالات لحظية، قد تدمر النسيج العراقي الموحد".
وحول التطورات التي تعصف بالمنطقة، اعتبر أن "الربيع العراقي كان سباقا على الربيع العربي قبل عشرين عاما، لكنها كانت سابقة لأوانها، ولم يكن حينها لا إرادة عربية ولا دولية للتغيير، لذلك دفع العراق ضرائب واستحقاقات كثيرة".
وقال "نأمل من إخوتنا العرب أن يفتحوا عيونهم كثيرا حتى لا يتحول الربيع إلى انتكاسة أو خريف ذابل أو شتاء مؤذ، وان لا يسفك المزيد من الدماء وان لا يقدم مزيد من القرابين والضحايا".
وحول موقف بلاده مما يجري في سورية حاليا، بين "سياستنا عدم التدخل بشؤون الآخرين إطلاقا لا مع دول الجوار ولا العالم العربي ولا الإسلامي، وهنا قد لا نتحدث بلغة مباشرة مع هذا او ذاك، لكن نحن مع الشعوب ومطالبها العادلة، ومع حقن الدماء وتقليل الصراع والاحتراب"
وفيما يلي نص الحوار مع الخزاعي:
• ما هي رؤيتكم لمستقبل العلاقات الاردنية العراقية سياسيا واقتصاديا؟
العلاقة بين الاردن والعراق تعتبر نموذجا ايجابيا في العلاقات العراقية العربية، وهي علامة مضيئة ونأمل بأن يعمم هذا النموذج مع كل الدول العربية. نحن في العراق انفتحنا على جميع العالم، ومن باب اولى ان ننفتح على الاشقاء العرب وهناك العديد من العوامل المشتركة بيننا وبين الاردن، كالجوار والتاريخ ووحدة المسير والمصير، وهو درب معبد بالتفاؤل والأمل، فالعراق حاليا في طور إعادة البناء، ويمتلك من الثروات ما يفوق حاجته، وبعون الله من الممكن ان تنعم المنطقة كلها بهذه الثروات، ومن باب اولى ان يستفيد الاردن من هذه الفرص، ونأمل ان يكون للاردن حصة الاسد، خصوصا وانه قدم لنا الدعم والمساندة في هذه المرحلة.
نبارك للحكومة الجديدة. وبكل تأكيد سوف تحظى هذه الخطوة بنظرة خاصة من قبل الحكومة العراقية، في جو اعتقد بأنه مؤهل لتكون العلاقات الايجابية بيننا نقطة انطلاق لتعزيز التعاون وتحقيق المصالح المشتركة، خصوصا في الجانب الاقتصادي والدخول في مشاريع إعادة الإعمار والبناء". لدينا رغبة حقيقية في ان تكون حصة العرب والمسلمين في العراق اكبر من غيرهم، فالمائدة العراقية مفتوحة للمبادرة ولمن يرغب في المشاركة بالإعمار، لذلك ليس فقط النية الطيبة من الجانب العراقي، انما كذلك المبادرات من قبل الجانب الاردني. عواطفنا مع العرب والمسلمين للحصول على ما يحقق مصلحة لنا ولهم، ورأس المال الاردني مرحب به في العراق، فهم ليسوا شركاء بل اخوة كذلك.
• اين يقف العراق من التطورات المتسارعة في المنطقة؟
سأعرج على التاريخ قليلا، فالربيع العراقي بلغ قمته الآن. صحيح أننا بدأنا ربيعنا في العام 1991، لكنه كان ربيعا مطرزا بالدم وبلون التضحيات والإيثار والتحدي والإصرار، لذلك سجل العراقيون بطولات نادرة في مواجهة الطغيان، وهذه الثورة قمعت لأنها كانت سابقة لأوانها، أما الآن فهناك حالة من النضج السياسي العالمي والوعي المتكامل في القرية الكونية التي صغرها الاعلام، اما ثورة العراق قبل عشرين عاما، فقد عتمت عليه قنوات الاعلام والاعلاميين، ولم يعطوا الثورة التي حررت 14 محافظة من أصل 18 محافظة ان ذاك حقها. لم يكن حينها لا إرادة عربية ولا دولية للتغيير، لذلك دفع العراق ضرائب واستحقاقات كثيرة، لكنه تعلم دروسا كبيرة، منها الاصرار على الاستمرار في الدرب حتى إسقاط الطاغوت، والآن العراق في ربيعه العشرين.. ربيع الثورة العراقية والانتفاضة العراقية منذ 1991.
نحن بكل تأكيد مع إرادة الشعوب، لأننا ضحايا ظلم ونميل بدون تردد مع كل الشعوب التي تعاني من الظلم والاضطهاد، لذلك نريده ربيعا عربيا وليس خريفا ذابلا أو شتاء قارص البرد، مع ملاحظة اننا لا نشك في نوايا الثوار، ولكن هناك طرقا أخرى فيها الكثير من الالتواءات، تخلق عقبات للوصول الى الهدف، ونأمل من إخوتنا العرب أن يفتحوا عيونهم كثيرا حتى لا يتحول الربيع إلى انتكاسة أو خريف ذابل أو شتاء مؤذ.
آن الأوان للإنسان العربي أن يلحق بالركب الحضاري في العالم كله، مثله كغيره من البشر، وان يحظى بحقوقه في الحرية والديمقراطية وحرية الرأي والتداول السلمي للسلطة، ونأمل لهم التوفيق وان لا تسفك المزيد من الدماء، وان لا يقدم مزيد من القرابين والضحايا، فالدخول في صراعات واحتراب داخلي، يحول الربيع الى لون احمر قاتم، يدمر الشعب ويدمر الآخرين، وهذا ما لا نتمناه، فالشعوب بحاجة الى مزيد من الاصلاحات، ويجب ان يكون هناك حوار بناء من قبل الحكومات والشعوب.
• التخوف من تحول الربيع العربي الى خريف ذابل، هل تعني بذلك الأعداد المتزايدة من الضحايا، أم الخوف من أن يجني ثمار الثورات أشخاص لا يمثلون الشعوب العربية وتطلعاتهم؟
أولا الضحايا خط احمر، فنحن لا نرغب بأن تسفك الدماء العربية، كذلك الحال بالنسبة للتدخل الأجنبي، فكلما استمر العنف توافرت مناخات واجواء للتدخل الخارجي، وهو ليس لمصلحة الداخل. قد تفقد بعض المناطق بوصلتها بالاتجاه الصحيح بسبب هذا الحراك، وهناك مخاطر في الطريق وأشخاص يريدون ان يتسلقوا ويركبوا الموج، هذه مخاوف مشروعة وطبيعية، ولكنها لا تقلل من قيمة الثورة، ونحن نرى ان هناك حاجة لمزيد من التعمق والدراسة الموضوعية لتجنب تقديم مزيد من الضحايا.
• يرى بعضهم ان هناك تحفظا في الموقف العراقي تجاه الاحداث الجارية في سورية حاليا، هل لك بأن توضح الموقف العراقي؟
اكثر الناس تحسسا للألم، هم الذين يعانون من الوجع، واكثر الناس تحسسا لمرارة الظلم هم الذين تعرضوا للظلم، والعراقيون أكثر من تعرضوا لذلك، من مقابر جماعية وأسلحة كيماوية واضطهاد ونفي الى المهجر. كل ذلك عانى منه العراقيون، لذلك شعرنا بالظلم وان الشعوب تريد ان تتحرر. لدينا استجابة فطرية لذلك، كشعب وحكومة. هذا منهجنا، مع ذلك نتمنى ان تتحول عملية التغيير بطريقة سلمية هادئة بدون عنف أو ثأر أو تدخل خارجي وصراعات اثنية وطائفية وعرقية.
هذا المنهج العام، قد يكون لدينا ملاحظات عليه هنا وهناك، ولكن سياستنا بعدم التدخل في شؤون الآخرين إطلاقا، لا مع دول الجوار ولا العالم مع العربي ولا الإسلامي، وهنا قد لا نتحدث بلغة مباشرة مع هذا او ذاك، لكن نحن مع الشعوب ومطالبها العادلة، ومع حقن الدماء وتقليل الصراع والاحتراب.
• في الحديث عن الشأن الداخلي العراقي، اعلن رئيس الوزراء العراقي اخيرا، رفضه تحويل محافظة صلاح الدين الى اقليم فدرالي، ما سبب هذا الرفض، رغم انه حق دستوري كفله الدستور العراقي؟ وهل هناك مخاوف من ان يكون النظام الفدرالي مقدمة لتفتيت العراق؟
النظام الفدرالي ليس بالضرورة أن يكون تفتيتا، إذا ما استخدمت الآليات الصحيحة للتطبيق والنوايا الصالحة والطيبة لتحويل الحكومة المركزية الشمولية الى نظام لامركزي ليشارك الجميع في ادارة البلاد، لذلك لا مشكلة لدينا، كذلك فإن الفدرالية حق دستوري كفله الدستور الذي صوت عليه الشعب العراقي، ولا احد يستطيع ان يرفض هذا المطلب الذي كفله الدستور، لكن مشكلتنا اننا بحاجة لقدر من النضج السياسي والاجتماعي، تحتاجه المجتمعات في هذه المحافظات، وبالتالي لو قدر لهم ان يصبروا، اعتقد بأن التجربة عندما تنضج ستعمم.
نحن الآن في مرحلة انتقالية، اذا اكتملت الشروط الطبيعية والاجواء لانطلاق حكومات محلية قادرة على التنمية والتعايش فيما بينها مع الحكومة المركزية، ستكون رافدا جديدا للنظام الفدرالي العراقي، لكن استباق الاحداث كمن يأكل الثمرة قبل نضجها. هناك تخوف من الاستعجال وحرق المراحل.
لا نريد اقليما في عداء مع المركز. نريد ان تنضج التجربة اولا وتكتمل الشروط لولادة حكومة محلية، هي عملية رفد للعراق الذي ينبغي ان تتعدد فيه الحكومات المحلية. يجب ان لا تكون هذه الحكومات على اساس إثني ولا طائفي ولا عرقي، ولا نتيجة لانفعالات لحظية، قد تدمر النسيج العراقي الموحد.
• بحسب الاتفاقية الامنية بين الولايات المتحدة والعراق، يفترض ان تنسحب القوات الاميركية من العراق نهاية العام الحالي، هل سيكون العراق قادرا على ادارة الشؤون الامنية بنهاية 2011؟
الاتفاقية الأمنية فيها مواد مثبتة، بأنه لا تمديد ولا تأجيل للانسحاب، وهذا ما اتفق عليه الجانبان العراقي والاميركي، وسيكون احتفالا للعراقيين في 31-21-2011 بيوم الجلاء، ونأمل ان يشاركنا الشعب العربي في هذه الفرحة، وما يجري الحديث عنه اننا اشترينا قدرا من الاسلحة للجيش وقوى الامن العراقية، وهي اسلحة متطورة وبحاجة الى مدربين لتدريب قواتنا الامنية على استخدامها، وجزء كبير منها اميركي الصنع، لذلك نحن بحاجة لمدربين أميركيين، لكن المعضلة هي هل نستطيع منح حصانة لهؤلاء المدربين، وواقع الحال بأن الحصانة للأجانب لا يعطيها سوى مجلس النواب، والحكومة او السلطة التنفيذية ليس لها الحق في إعطاء هذه الحصانة، وبمجرد قراءة بسيطة لواقع مجلس النواب العراقي وتشكيلته، فإن من الصعب جدا ان يوافق بالغالبية على اعطاء الحصانة، لذلك فإن الامر غالبا محسوم بعدم اعطاء الحصانة، وفي هذا الصدد لدينا ثلاثة خيارات تتعامل مع مسألة المدربين الذين نحتاج وجودهم.
الاول: اقتراح ان يأتي مدربون بدون حصانة، ولكن توفر لهم الحكومة العراقية الامن، اما الثاني، فان الشركات التي تتعاقد معنا ترسل مدربين عسكريين او ان يكون التدريب ضمن اطار حلف شمال الاطلسي (الناتو) لكن بدون حصانات، اما الخيار الاخير، فهو ان تقوم دول باستضافة المدربين والقوات العراقية، واعتقد بأننا سنصل الى نتيجة.
• اي الخيارات تتوقعون ان يتم تطبيقها، وفي حال تم التدريب في دول اخرى، هل الاردن من الدول المطروحة لذلك؟
اعتقد بأن الشركات سترسل مدربيها العسكريين الى العراق لتدريب القوات العراقية، وتوفر لهم الحكومة الأمن، لكن بدون حصانة، اما خيار التدريب في بلد آخر، فاذا تحملت الشركات تكاليفه فلا مانع لدينا. نحن نريد اسلحة ومدربين، اذا ارادوا ان يدربوهم في بلادنا فمرحبا بهم، واذا أرادوا ان ينقلوا التدريب الى أي بلد مجاور، فذلك ممكن على ان تتحمل تلك الشركات مصاريف التدريب، بما فيها مصاريف القوات العراقية.
• هناك تساولات حول الوضع الامني الذي سيؤول اليه العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال الاميركية، هل ستتمكن القوى الامنية العراقية من السيطرة على الوضع الامني حينها؟
أي مقارنة بسيطة بين الوضع الحالي وما كان عليه في الاعوام 2004 و2005 سنجد فيه فرقا كبيرا، بخاصة عما كانت عليه الدنيا من احتراق مستمر، أما الآن فالوضع الأمني هادئ، وبعد انسحاب القوات الأجنبية لن يبقى هناك مبرر للذين يريدون الأذى والعنف، وسينتهي بهم المطاف لمواجهة الشارع العراقي وليس الحكومة.
سابقا كانوا يريدون مقاومة المحتل، وبعد خروجه ليس هناك من يقاومه، وإذا أرادوا مقاومة الشعب العراقي، فإن الشعب في مواجهتهم، والوضع العراقي ميال الى التحسن امنيا بعد انسحاب القوات الأجنبية. لدينا ثقة بشعبنا وقواتنا الأمنية يدعونا للتفاؤل على نحو عملي وحقيقي. |
|
|
|