طبيب سوري يؤسس مستشفى سري لمعالجة المصابين بالثورة
عمان تايمز:يدرك الدكتور قاسم أن أيا من مرضاه قد يكون الأخير، فهو والمستشفى المؤقت الذي أسسه قد يصيبهما القصف في أي لحظة، ولكن الخوف من الموت لن يوقفه، فالعهد الذي أخذه على نفسه كطبيب سيبقيه معالجا للمصابين بسرية تامة وموارد شحيحة. ويعلم الدكتور قاسم أن عليه تحويل مكان المستشفى المؤقت من مكان إلى آخر حتى لا يتسنى لقوات النظام السوري اكتشافه، فالمستشفى يعتبر المكان الوحيد الذي يعالج فيه السوريون في مدينة القصير المحاصرة.
 |
|
الدكتور قاسم
|
ويقول قاسم: "انه شيء جيد بالنسبة لي إذا مت وأنا أعالج المرضى." ويضيف: "يجب أن أساعد الناس، خاصة في هذا الوقت الصعب، بعد الثورة، قبل الثورة، وأثناء الثورة." ولفتت قصة هذا الطبيب الأنظار عبر روبرت كينغ، الصحفي الذي يعمل مع "بولاريس ايميجز،" والذي أراد أن يوّثق العمل الحسّاس للمستشفيات السريّة في سوريا.
ويقول كينغ: "منذ أبريل/نيسان الماضي وأنا أصور داخل مدينة القصير المحاصرة، وأركز في عملي على رواية قصة المتطوعين من الأطباء والممرضات والذين يعملون على مدار 24 ساعة حرفيا." ويعتبر هذا المستشفى الوحيد الذي يعالج الناس في المنطقة، ليس فقط لإصابات الحرب وإنما للمشاكل الصحية اليومية من ارتفاع الضغط أو آلام الظهر.
ويقع مستشفى قاسم وسط منطقة تتبع لقوات المعارضة السورية، ويعتبر الملاذ الوحيد للمصابين منذ أن احتل الجيش التابع للنظام المستشفى الرئيسي واتخذوه مقرا لهم. ويتضمن طاقم المستشفى جراحا واحدا فقط، ولكن يعوّل قاسم على زملائه للتعلم بسرعة. كما يخاطر المهربون بأنفسهم لتهريب المعدات الطبية إلى داخل المدينة المحاصرة، وفقا لكينغ، الذي يؤمن بأن الدكتور قاسم ومن معه سيتابعون عمل المعجزات حتى لو زادت عليهم المصاعب. |