عشرات آلاف المتظاهرين في سورية غداة وقف النار
 مناوئون للنظام في حمص (رويترز)
عمان تايمز"عواصم - ا ف ب - خرج عشرات آلاف المتظاهرين المناهضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الى باحات وشوارع المدن والقرى أمس غداة تطبيق وقف اطلاق النار الذي سجل خرقا تمثل باطلاق قوات النظام النار على المتظاهرين ما تسبب بمقتل خمسة اشخاص.
وقتل خمسة اشخاص عندما اطلقت قوات الامن الرصاص لتفريق التظاهرات، اثنان منهم في مدينة حماة، وآخر في مدينة سلقين في ريف ادلب، ورابع قرب مسجد في بلدة نوى في محافظة درعا، وخامس في داريا في ريف دمشق لم يكن يشارك في التظاهر لكنه اصيب برصاص عشوائي اطلق لتفريق تظاهرة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان «التظاهرات كانت حاشدة اكثر بكثير من الاسابيع الماضية، وان عشرات الالوف خرجوا في مناطق عدة من درعا الى دمشق وريفها، ومن بعض احياء مدينة حمص وقرى وبلدات في ريفها الى حماة وريفها، ومن حلب ودير الزور الى مناطق كردية عدة».
واشار الى ان «العدد يعتبر ضخما في ظل الانتشار الامني الكثيف ووجود الاف المعتقلين في السجون وتحييد بعض المناطق التي نزح سكانها خلال الاسابيع الماضية بسبب العمليات العسكرية التي نفذتها قوات النظام».
ووزع ناشطون على شبكة الانترنت اشرطة فيديو تظهر تجمعات حاشدة في مناطق عديدة، اكبرها في مدينة دوما في ريف دمشق وفي اللطامنة في ريف حماة، مع عشرات اسماء المدن والقرى والبلدات التي اختلطت فيها (اعلام الثورة) مع الهتافات الداعية الى رحيل الاسد واللافتات المبتكرة.
واقسم المتظاهرون في دوما «باسم الله العظيم لن نتراجع عن ثورتنا حتى اسقاط هذا النظام (...) والاقتصاص من القتلة ومحاكمتهم».
وكانت الدعوة وجهت للتظاهر تحت شعار «ثورة لكل السوريين».
وبدأت التظاهرات منذ الصباح الباكر وتكثفت بعد صلاة الجمعة، وسط انتشار امني كثيف «في محاولة لمنع التظاهرات»، بحسب المرصد وناشطين.
واشار المرصد الى «استمرار انتشار الحواجز العسكرية والامنية في المناطق (...) من دون تسجيل اي انسحاب للقوات العسكرية من المناطق التي كانت فيها قبل سريان وقف النار».
وتنص خطة الموفد الدولي الخاص الى سورية كوفي عنان لحل الازمة السورية على سحب الآليات العسكرية من الشارع على ان يلي ذلك وقف لاعمال العنف من جانب كل الاطراف، والسماح بدخول المساعدات الانسانية ووسائل الاعلام الى سوريا، والافراج عن المعتقلين على خلفية الاحداث، والسماح بالتظاهر السلمي وبدء حوار حول مرحلة انتقالية.
واوضح احمد فوزي المتحدث باسم عنان أمس ان هذا الاخير يدعو الى ضمان «وصول» مساعدات انسانية الى اكثر من مليون شخص في سورية.
واشار الى انه كان «اساء التعبير» في وقت سابق عندما تكلم عن «ممرات انسانية».
وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي اليزابيث بيرز ان المنظمة توزع مساعدات انسانية عبر الهلال الاحمر السوري منذ كانون الاول الماضي، مشيرة الى انه تم الوصول الى 106 الاف خلال شهر آذار.
وقال فوزي ان مجلس الامن ناقش أمس مشروع قرار ينص على ارسال فريق استطلاع «في اسرع وقت ممكن» يتألف من «عشرة الى اثني عشر شخصا» الى سوريا تمهيدا لارسال مراقبين دوليين يتحققون من وقف اطلاق النار.
واوضح ان «بعثة المراقبين الكاملة ستضم 250 عنصرا، مشيرا الى انهم قد يكونون من القوات الموجودة في المنطقة ويمكن نشرهم سريعا».
كما اكد ان هذه القوات ستكون من جنسيات ترضى عنها السلطات السورية اي من آسيا او اميركا اللاتينية او افريقيا.
كما اشار فوزي الى ان الجنرال النروجي روبرت مود لم يتوجه الى سورية أمس وذلك على خلاف ما اعلنه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس، من دون ان يذكر الاسباب.
وكان مود ترأس قبل اسابيع بعثة فنية اولى زارت سورية في اطار مهمة عنان.
وقال فوزي ان السلطات السورية ابلغت عنان اعطاء 53 تأشيرة دخول لصحفيين و21 تأشيرة دخول لممثلي منظمات.
ودخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ السادسة من صباح الخميس (3,00 ت غ)، وتراجعت اعمال العنف منذ ذلك الوقت، رغم الخروقات.
واتهمت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» «مجموعات ارهابية مسلحة» باغتيال ضابط في الجيش السوري في حماة وجندي في حلب ومدنيين احدهما في حلب والآخر في محافظة ادلب.
كما اشارت الى احباط محاولة تسلل نفذتها مجموعة ثالثة من الاراضي التركية.
وقالت الوكالة ان «المجموعات الارهابية المسلحة واصلت اليوم (أمس) تصعيدها وعمليات القتل والتخريب».
وبث التلفزيون السوري أمس مقاطع مصورة لمناطق متعددة في البلاد لتؤكد على الهدوء الذي تشهده بعد وقف اطلاق النار.
في باريس، اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس انه لا يثق في صدق نية الاسد ولا في فرص نجاح وقف اطلاق النار. وقال «اعتقد انه من الضروري ارسال مراقبين اقله لنعلم ماذا يحصل».
في موسكو، نقلت وكالة انباء «نوفوستي» الروسية أمس عن مصدر عسكري، ان روسيا قررت ابقاء سفن من اسطولها الحربي «بشكل دائم» قبالة الشواطئ السورية، من دون ان يكشف عن طبيعة المهمة المكلفة بها هذه القطع.
وحالت روسيا والصين حتى الان دون صدور قرارين عن مجلس الامن يدينان النظام السوري لقمعه الحركة الاحتجاجية ضده، عبر استخدام حق الفيتو.
|